(العطور في الحضارة المصرية القديمة)
عزيزي القارئ دائما وأبدا تجد للمصريين باع في كل شئ وأيضا في كل ما يخص حياة الناس ،هذا لأنهم دائما مبدعون ولذلك لو بحثت لوجدت أن لهم أيضا بصمة كبيرة في مجال صناعة العطور .
حيث كان لهم عدة طرق لصناعة العطور ،منها أنهم كانو يضعون الأزهار في لوحة كبيرة من ورق البردي وله طرفان تمسك به سيدتان ويوضع الورد مع القليل من الماء في داخل اللوح حيث تدور كل سيدة بطرف عكس اتجاه الاخرى فيتم بذلك عصر الرود ويخرج منه العطر الطبيعي.
أما الطريقة الثانية فهي بوضع الورد في إناء فخاري صغير وحرقه لإعطاء رائحة عطرة للجو،وكان هذا أيضا جزءا من قرابين الآلهة عندهم أو توديع الموتى .
وكما ذكر التاريخ لنا أن الفراعنة هم أول من استخدم العطر بشكل شخصي ولكن كانت أغلب هذه العطور مخصصة للكهنة في داخل معابدهم،واستخدمو العطور أيضا في تحنيط الموتى.
وبعد أن سيطر الفراعنة على التجارة في البحر المتوسط بدأت عطورهم تصل إلى الإغريق عن طريق الفنيقين .
وعند البحث في تاريخ الفراعنة تجد في أوراق البردي التي يعود التاريخ بها إلى
حوالي 2000 عام قبل الميلاد ،كما توجد كتابات تثبت أن الحضارة المصرية القديمة كانت تستخدم الدهون العطرية على شكل أقماع صغيرة تنبعث منها رائحة عطرة تفوح في قصورهم وبيوتهم وشوارعهم .
ومما يثبت ذلك أن الملوك والأباطرة كانو يتهافتون على عطور مصر ويمدحون في هذه العطور، ولذلك كان أباطرة الومان يفضلون العطور المصرية دون غيرها وخاصة التي صنعت في شمال شرق دلتا مصر في نديس القديمة.
وقد وجدت بعض القوارير والأواني التي كانت تحتوي على آ ثار الزيوت العطرية وكانت الملكة كليوباتر من أكثر ملكات مصر عشقا للعطور.
ومهما مر الزمان الا أن التاريخ يثبت قدرة المصريين القدماءعلى إتقان صناعة العطور التي بقيت زمنا طويلا ولم تتعير رائحتها.
وبعد مرور أكثر من 36000عام بعد موت توت عنخ آمون كان بالإمكان إكتشاف أثر الطيب الذي ينبعث من قوارير مختومة بإحكام عند فتح مقبرته .
لعل هذا قليل من كثير عن المصريين القدماء الذين أثرو حياة العالم كله بعلمهم وفنونهم.