(العطور في حضارة بابل)
لو لم يسجل التاريخ ذلك لجهلنا الكثير.
هل تعلم عزيزي القارئ أن حضارة بابل من أعظم الحضارات في العالم التي كانت تتسع لكثيرمن الأشياء واسعة الإنتشار،فلقد كان استخدام العطور والبخور موجودا في جميع أنحاء الشرق الأدنى القديم ، وكما أكدت المصادر المسمارية بأن التبخير له أهمية عظيمة في الطقوس عند هؤلاء البابلين، سواء في مجال الدين أو في المجال الخاص .
ويبدوذلك واضحا من خلال حرق المواد المعطرة أنه كان عنصرا لاغنى عنه عندهم
حيث كانو يعتقدون أن العطور والبخور من الأشياء التي تتجمع الالهة عليها لإستنشاقها.
وجدير بالذكر أن الموؤرخ اليوناني (هيرودوتس)480 ق-م قال إن البخور والعطور كانت مستخدمة في بلاد الرافدين، وأشار المؤرخ أنهم كانو يحرقون أكثر من طنين من البخور سنويا في مهرجان آكيتو السنوي (رأس السنة البابلية) ، لذا كانو يعتبرون البخور والعطور من
مستلزمات حضارتهم.
وكانت العطور في حضارة بابل من أثمن الأشياء ولهذا اهتمو جيدا بطرق التجارة لأجل السعي وراء مكونات العطور والبخور.
وكانت القوافل تسير لكي تصل إلى لأماكن البعيدة ، وكانت سفنهم تبحر لنفس الغرض من أجل أن يجلبواللبان والمر من الجزيرة العربية وعمان ، كما جلبو أيضا القرفة والهيل من إفريقيا والهند وكانت الأسواق التي تبيع ذلك قوية للغاية .
وفي العموم أصبحت العطور جزء لا يتجزء من اساسيات الشعائر الدينية عندهم ،لأنه في اعتقادهم تساعد على الصلاة وتجميع الالهة ، ويستخدمونها أيضا للمرضى وعند دفن الموتى.
وتسمى العطور التي عندهم (خِلصو) أو( كصرو) أو (صلتو).
أما صناعة العطور عندهم فقد كانت محتكرة من قبل عائل (سين-ايلي) وكانو ينعون العطور في بيت (حصلي) وهو عبارة عن بناء ديني يقع تحت مسؤلية كاهن يلقب ب(شانكو) ،
كما كانت العطور عندهم ضمن الجزية التي يفررضها الملك على الممالك المنهزمة بالحرب
أما في بابل فكما ذكر المؤرخون أن الرجل كان يتعطر قبل أن يخرج من بيته وكانو يستخدمون هذه العطور بكثرة .
وكان لكل إله عندهم مهرجان ديني خاص به وله مواعيد ثابتة حفظها الناس وشاركو في
إحيائها.فقد كان الرجال والنساء والأطفال يهذبون على ظهور الحمير أو مشيا على الأقدام
أو فوق العربات لكي يشاهدو هذه الاحتفالات معطرين بالعطور التي يعشقها ويحبها الإله كما كانو يعتقدون.
وختاما كان لكل حضارة بصمة في العطور تختلف عن غيرها لكن هذه الحضارة شاركت وبقوة في هذا المجال.